من أنا

صورتي
المملكة العربيه السعوديه - المنطقه الشرقيه ARAAA84@HOTMAIL.COM

الجمعة، 13 مايو 2011

(( ابو كارولينا و الهندوسي و دين الإرهاب ))

(( ابو كارولينا و الهندوسي و دين الإرهاب ))
الحلقة الأخيرة من سلسلة صوت الضمير


(( أبو كارولينا ))

يا عقيل أسمع هذي القصة اللي صارت لي شخصياً :

في مكتب أحدى شركات الطيران الأمريكية في ولاية فلوريدا تواجدت أنا وصديقي أمام أحد موظفي ذلك المكتب .
سئلنا الموظف الكبير في العمر والذي شارف على ما يبدو من تجاوز الخمسين عام ,, سئلنا ذلك الموظف عن جنسيتي أنا وصديقي ؟؟
خشينا أن يكون هذا الشخص مثله مثل أغلبية المواطنين الأمريكيين الذين يمقتون العرب وخصوصاُ السعوديين أشد المقت ,, فا أجبته بتردد بأننا من أبناء المملكة العربية السعودية .

كانت ردة فعله معاكسة لردة الفعل التي توقعتها أنا وصديقي ,, لأن ذلك الموظف أبتسم حينها في محيانا ورحب بنا ,, وكانت السعادة تملئ محياه .

أخبرنا بأنه سعيد جداُ لمقابلة أشخاص من المملكة العربية السعودية ,, عندها أخبرناه بمدى استغرابنا لحجم تلك السعادة ,, وهل له أن يخبرنا عن سرها ,, أي عن سر تلك السعادة المكتظة بمحياه شديد البياض .
أخبرنا ذلك الموظف عن السبب ,, وسوف أقوم بأخبارك عنه يا عقيل ,, أسمع ما قاله لنا ذلك الرجل :

رزقني الله بابنة وحيدة وهي كارولينا ,, وتعبت في تربية تلك الفتاة لأنها أغلى ما كنت أملك ,, كبرت فتاتي وتعلمت في أفضل جامعات هذه الولاية ,, وبعد تخرجها لم تجد عمل مناسب في هذه الولاية ,, فقررت الاغتراب والسفر للعمل في بلدكم المملكة العربية السعودية ,, وذلك بعدما وصل إليها عرض مغري من أحد شركات النفط في بلادكم .
كانت متحمسة كثيراُ لخوض غمار تلك التجربة ,, بينما كان يراودني الشعور بالقلق حيال ذلك الأمر .
وفعلاً تحقق لها ما أرادت وذهبت للعمل في بلدكم .

بعد اغتراب دام أكثر من عامين في بلدكم عادت كارولينا إلى بلدها ,, وكان ذلك قبل ثلاثة اشهر من الآن ,, في أجازة لمدة شهرين .

أن الجسد كان جسد ابنتي كارولينا ,, ولكن الروح والتعامل وكل شيء آخر لا يمت لها بصلة .

استقبلتها في المطار وكانت تضع قطعة القماش على رأسها كما تفعل النسوة في بلدكم ,, وعندما طلبت منها أن تقوم بخلع تلك القطعة التي أخفت جمال شعرها ورقبتها ,, تعذرت بأنها اعتادت على هذا الأمر في بلدكم .

وتوالت الأمور التي زادت من استغرابي لما يحدث ,, وسوف أضرب لكم بعض الأمثلة :

عند دخولي للمنزل كانت تأتي للسلام علي وتقبيل يدي ورأسي ولا تعود للجلوس في مكانها إلا بعد جلوسي .
كانت لا تدعني ولا تسمح لي البتة أن أقوم بالطبخ أو غسيل الأوعية والملابس .
أقلعت عن التدخين ,, والأدهى والأمر هو إقلاعها عن شرب الكحول وأكل لحم الخنزير والذي كان وجبتها المفضلة .


بعد ملاحظتي لجميع ما سبق ,, قررت أن أعرف ما تخبئه عني ابنتي كارولينا .

في البداية حاولت أن تخفي ذلك الأمر عني ,, ولكن بعد إصراري وإلحاحي لمعرفة ذلك الأمر ,, أجابتني بأنها أصبحت مسلمة ‍!!!!

في البداية تمنيت واعتقدت بأنها تمزح ,, ولكن عندما رأيت خوفها وخشيتها من ردة فعلي أيقنت بأنها صادقه وجادة في ما تقول .

غضبت كثيراُ ,, وطلبت منها أن تعيد التفكير بشأن اعتناق ديانة الإرهابيين ,, ديانة المتخلفين ,, ديانة أسامة بن لادن ورفاقه .

أخبرتني بأنها اعتنقت تلك الديانة برغبتها ولن تبدلها بأي ديانة مهما حدث ,, وأضافت بأنني مثل أغلبية الأمريكان الذين يجهلون ديانة الإسلام ,, ولم يفكروا لو للحظة أن يعرفوا حقيقة تلك الديانة .
كان الغضب حينها يمنعني من التمعن في ما كانت تقوله ,, وطلبت منها الصمت وعدم التحدث عن دين الإرهاب بأي شكل من الأشكال .

مضت الأيام بشكل بطئ بتواجد تلك المسلمة في منزلي ,, أختلف كل شيء بيني وبينها بالنسبة لي ,, من حب وتعامل ,, ولكنها لا تزال ابنتي وفلذة كبدي .

ما شد انتباهي هو استمرار احترامها وتقديرها لي رغم أنني كنت لا أحادثها وأتظاهر بعدم اهتمامي بها في الأيام التي تلت معرفتي بأنها أصبحت مسلمه ,, بل على العكس كانت تتودد لي أكثر وأكثر وتهطل دموعها في بعض الأوقات رغبة مني في التخاطب معها .

كنت بداخلي أتألم لتلك الأحداث ,, ولكني لم أشاء استخدام الرفق واللين معها حتى تقرر العدول عن ديانة الإسلام .

قبل أسبوعين من الآن عادت كارولينا إلى دياركم ,, في يوم وداعها لم أتألم كثيراُ كما حدث في المرة الأولى عندما رحلت .

أذكر بأنني سألتها سؤال أخير في طريق الذهاب للمطار عن الذي جعلها تتغير وتعاملني بهذه المعاملة الجميلة ,, وهل كانت تبحث خلف هذه المعاملة عن رضائي وتقبلي على تغييرها لديانتها ؟؟
أجابتني بكل بساطة وقالت (( ما كنت أفعله هو جزء يسير من أوامر ديني الجديد ))
ضحكت كثيراُ وقلت لها بأنني غير مصدق بأن دين الوحشية والتخلف والرجعية توجد فيه مثل هذه الأمور .

في الليالي التي خلت بعد رحيل كارولينا ,, افتقدتها كثيراُ هذه المرة ,, اشتقت لوقوفها وقدومها لتقبيل يدي ورأسي عند دخولي للمنزل ,, اشتقت لرؤية السعادة على محياها وهي تؤدي صلواتها ,, اشتقت لمن كان يعتني بي ويعاملني معاملة الأمراء .. افتقدت كارولينا .

قبل أسابيع قليلة اقتنيت كتاباُ عن الإسلام ,, وبدأت أشعر بأنني ظلمت ابنتي كارولينا كثيراُ ,, وظلمت دين الإسلام أكثر وأكثر .

وأنا الآن سعيد لأنني متشوق للحديث معكم لاحقاُ عن دينكم ومعرفة أمور دينكم أكثر وأكثر ,, أتمنى أن أتواصل وألتقي بكم خارج العمل لأطرح عليكم بعض الأسئلة المتولدة في مخيلتي عن الإسلام .

هذا اللي قاله لنا أبو كارولينا .

تصدق يا عقيل أننا وعدناه أننا راح نرجع له مرة ثانية ولكننا ما رجعنا له ,, والحين بعد ما رجعنا للسعودية تندمنا أننا ما رحنا له لأنه كان قريب من الإسلام ويحتاج من يرشده بس .
ولا تسألني ليه ما رجعنا له مره ثانيه ,, لأننا ما كنا فاضين له وقتها وعندنا اختبارات وغيره .




(( الهندوسي ))

استقبال موظفين الشركة الأجانب والتنقل بهم في أوائل أيام تواجدهم في المملكة العربية السعودية هو من ضمن الأعمال المترتب علي القيام بها أثناء تواجدي في الشركة التي كانت أعمل لصالحها مسبقاُ .

في أحد الأيام ذهبت لاستقبال موظف جديد من الجنسية الهندية وكان يعمل مبرمج للحاسب الآلي .

ذهبت بذلك الموظف من المطار إلى الشركة ,, وبعدها كان يتوجب علي الذهاب به إلى الفندق الذي كان من المقرر أن يقيم فيه .

تعرفت عليه وعرفته عن نفسي ,, وعلمت منه أنه هندوسي الديانه .

على طريق الذهاب للفندق أخبرني ذلك الهندوسي بأنه يشعر بالجوع ,, وكان يطلب مني بلطف أن أبحث له عن مطعم للأكلات الهندية .
وفعلاُ تم ذلك واصطحبته إلى مطعم هندي ,, قام بطلب الوجبة التي يريدها ,, وعندما رأيته يقوم بسحب محفظته ,, قررت أن أدفع الحساب بالنيابة عنه ,, وتفاجأ كثيراُ لما فعلته .

على طريقنا للفندق كان يسألني عن الذي فعلته ولماذا فعلت ذلك ,, فا أجبته بأن ديننا يحثنا على إكرام الضيف ,, وبما هو ضيف فأن وجبة غداءه ستكون من حسابي .

أمضيت شهر كامل مع ذلك الهندوسي ,, أقوم بأخذه معي إلى العمل في الصباح ,, وإرجاعه من العمل عصراُ إلى الفندق الذي كان يقيم فيه .

في أحد المرات رأى امرأة تقوم بمد يدها للناس عند إحدى الإشارات ,, فدفعه حب الفضول لسؤالي لماذا يعطي السعوديين الأموال لتلك المرأة .

فا أجبته بأنه يوجد في ديننا ما يسمى بالصدقة والإحسان إلى الفقراء والمساكين ,, وبما أن أمثال هذه المرأة لا عائل لها ,, فيستحب على المقتدر التصدق لها .

قام بسؤالي مرة أخرى : لماذا لا تذهب هذه المرأة وتبحث عن العمل بدلاً من مد يدها للغرباء .

فا أخبرته بأن الفتيات المتعلمات لا يجدن وظائف ,, فما بالك بهذه المرأة الكبيرة بالسن ؟؟
بدأ وكأنه أقتنع بكلامي ,, وأضحى شارد الذهن طوال رحلة الطريق إلى الفندق الذي يقيم فيه .

للأمانة لم أكن حينها أفكر بأن أتصنع في أقوالي وأفعالي أمامه حتى أحببه في ديننا ,, ولكن جل ما في الأمر أنني كنت أتصرف على طبيعتي التي نشأت عليها .

بعد مضي أسبوعين من وصوله إلى مملكتنا ,, خبرني ذلك الهندوسي عن تفكيره بالدخول في دين الإسلام ,, وكان ذلك اليوم الذي حدث فيه هذا الأمر يصادف حينها ثالث أيام رمضان ما قبل الفائت .

ذهبت في ذلك المساء إلى مركز توعيات الجالية الإسلامية وطلبت منهم كتباُ لتفسير القرآن الكريم باللغة الهندية وقام الإخوة جزاهم الله خيراُ بإعطائي كتب أخرى عن الإسلام باللغة الهندية .

في صباح اليوم التالي قمت بإعطاء ذلك الهندوسي الكتب ,, وقام في البداية بسحب محفظته ليعطيني سعر تلك الكتب ,, فا أخبرته بأن تلك الكتب هديه مني له .

كنت سعيداُ جداُ وأنا أشاهده يقرأ تلك الكتب في طريق الذهاب والعودة من والى العمل .

وأذكر أنه في أحد الأيام طلب مني ماء زمزم ,, في طلب غريب لم أتوقعه البته من شخص هندوسي .

في الأسبوع الثالث أخبرني بأنه أخبر زوجته وعائلته برغبته في الإسلام فكان الرفض وبشدة هي ردة فعلهم .

وأضاف بأنه سوف يتمهل قبل أن يتخذ قرار مصيرياُ كهذا .

بعد الأسبوع الرابع قامت الشركة بنقل ذلك الموظف الهندوسي من فرع المنطقة الشرقية لفرع مدينة جدة ,, وانقطعت أخباره عني حتى هذه اللحظة .

لا أعلم أن كان ذلك الهندوسي أعلن إسلامه في مدينة جدة ,, ونفس الأمر لوالد كارولينا في مدينة فلوريدا .

ولكنني أدعوا الله وأتمنى أن تدعوا الله معي بأنهم أصبحوا أخوة لنا في الإسلام .

.................................................. .................................................. ....



(( لا تحقرن من المعروف شيئاً ))

ما دعاني لاختيار هذا الموضوع في نهاية هذه السلسلة هو ما قرأته في مقابلة لرجل أعمال أمريكي أسلم مؤخراُ وتحدث عن عدة أمور وكان من أبرزها بأن ما دعاه للإسلام هو المعاملة الحسنة والأجواء الإيمانية في المملكة العربية السعودية .

ولكن كان أبرز ما شهد انتباهي من تلك المقابلة هو ما قاله هنا :
وطالب رجال الأعمال السعوديين والمسلمين أن يتكفلوا بدعوة نظرائهم من رجال الأعمال الغربيين للإسلام، متهماً إياهم بالتكاسل عن دعوة أمثاله من رجال الأعمال، فحين تعقد الصفقات والمباحثات التجارية لا تقدم في نهاية اللقاء كتب تعريفية عن الدين الإسلامي على شكل هدايا، مؤكداً أنها لن تؤثر على سير الأعمال التجارية.

يا رب غفرانك وعفوك ,, أعلمتم الآن كم نحن مقصرين في أمر الدعوة لديننا ,, وأخص بالذكر هنا أخوتي وأخواتي المبعوثون للدراسة في الخارج .

وكأننا نسينا قولة تعالى في سورة فصلت : (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) .

وكأننا نسينا حديث الرسول علية الصلاة والسلام : "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"


صدقوني يا أخوتي ويا أخواتي قد نكون سبباٌ في إسلام الغير حتى لو لم ندعهم للإسلام وذلك من خلال معاملتنا الحسنة للآخرين ,, وكذلك من خلال التقيد ب أوامر ديننا الحنيف ,, وعدم تشويه صورة الإسلام بقول أو فعل ,, لأن كل منا يعكس صورة الدين الذي نتبعه .

أنا سعيد جداُ با اعداد المتابعة لمدونتي من دول خارجية مثل أمريكا ,, كندا ,, الصين ,, اليابان ,, هولندا ,, بريطانيا ,, وغيرها من الدول الأخرى .

وجميع تلك الزيارات للمدونة هي من أبنائنا وبناتنا المبعوثون للخارج ,, لذلك وبهذه المناسبة احب أن أشكرهم على تواجدهم في مدونتي وثانياُ أرجوا منهم التركيز على ثلاث جوانب :
أولها عدم التقاعس أو التهاون عن الدعوة للإسلام ,, وثانيها أن يرسموا صورة جميلة لديننا في الخارج ,, وآخرها وليس آخراُ أن لا يحقرون من المعروف شيئاُ .

.................................................. ..............................................


في النهاية أدعوا الله أن أكون قد وفقت في طرح مواضيع هذه السلسلة .
ولا أخفي لكم تذمري من أمور صاحبتني أثناء طرح هذه السلسلة وأبرزها من الأشخاص الذين يعرفونني معرفة شخصية .. والذين يقومون بتحليل القصص والمواقف التي أذكرها ,, وتوزيع أدوارها على أقاربي ومعارفي وأصدقائي .
أنا لم أكتب موقف أو قصة عن شخص أو قريب أو صديق إلا بعد أخذ رأيه في الموضوع .
وأنا أعتذر لأبناء و لبنات القبيلة التي أنتمي لها عن أي خطاء بدر مني تجاههم .
وليتأكدوا بأنني لم أكتب حرفاُ واحداُ عن أي فتاة أعرف عائلتها ,, والقصة التي ذكرتها في بداية موضوعي (( ترضى أختك تكون ممرضة )) لم أكن أقصد بها أحد بعينه كما حدث وتم فهمي بشكل خاطئ .



أخيراُ أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
على أمل اللقاء بكم في سلسلة جديدة إذا سمحت الظروف
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق