من أنا

صورتي
المملكة العربيه السعوديه - المنطقه الشرقيه ARAAA84@HOTMAIL.COM

الجمعة، 25 مارس 2011

(( ممنوع الإقتراب من اللحم السعودي))

ملاحظة : القصة واقعيه وحدثت في أحدى شركات هذا البلد .



(( ممنوع الإقتراب من اللحم السعودي))
سلسلة صوت الضمير ..



في أحدى الشركات المتواجدة في مملكتنا العزيزة ,, وفي كافيتريا الشركة المكان المخصص لأجتماع موظفي جميع الأقسام لتناول المشروبات الساخنه والباردة ,, في ذلك المكان كان يتواجد جوزيف مدير التسويق في الشركة والذي ينتمي لأحدى الدول العربية ,, وكان يتواجد بجانبه موظف الأستقبال فيصل .
كان محور الحديث بينهم يدور عن النساء وعن ما يتعلق بهن .
في منتصف ذلك الحديث قال جوزيف واللهفه تطغي على أسلوبه ((
شوف يا فيصل ,, أنا درست في أمريكا وأشتغلت ئبل (قبل) ما أجي هون في كندا وفرنسا وفي بلدي ,, وجربت كل اللحم الأمريكي واللحم الكندي والروسي والفرنسي ولحم بلدي من زوجتي وصديقتي ئبل الزواج وحتى لحم شرق اسيا جربتوه ,, ما عادا اللحم السعودي ,, بتمنى أني أدوء ( أذوق ) اللحم السعودي ولو مره بس ,, جاي في بالي أن اللحم السعودي أفضل وأنظف لحم لأنكم بتحافظوا عليه بعاداتكو وتعاليم دينكو ,, اه لو تعرف يا فيصل اد ايش نفسي دوئوه (اذوقه).
فيصل : أبشر يا جوزيف اليوم عازمك على الغداء في مطعم يزبط مندي اللحم وبخليك تقول هذا احلى لحم ذقته بحياتي .
جوزيف وعلامات الدهشة تملئ محياه الجميل : شووو بتئوول ( وش تقول ) أنا ما بحكي لك عن اللحم اللي في بالك ,, أنا بحكي لك عن الصبايا ,, وبئصد (بقصد) أن أمنيتي أسهر وأنام مع صبيه سعوديه ,, فهمت علي والا بائي يابو كبسه ؟؟
فيصل وكأنه غير مصدق لما يسمع : يعني قصدك تنام مع بنت سعوديه بالحرام ؟؟
جوزيف : أيييه شوو بيمنع ؟؟ وسدئني (صدقني ) يا فيصل راح أعملها أرييب (( قريب ))
فيصل : بس أنت يا جوزيف متزوج قبل سنه وزوجتك معاك هنا بالسعوديه ,, يعني وش اللي حادك على الحرام والمشاكل ؟؟
جوزيف : حرام عندك مو عندي ,, شو أنت سامع أن أسمي عبدالله ,, وأنا جهزت الأمور ورتبت الخطه وخلاص ما بائي لي الا التنفيز ( ما بقى لي الا التنفيذ )
فيصل : والله مدري وش براسك يا جوزيف ,, بس ممكن أعرف وش اللي مخطط له ؟؟
جوزيف بعد فترة من التفكير والحيره : امممم ,, طيب يا فيصل ,, بدي خبرك ,, لأني عارف أنك شاب كويس وتكتم السر .
فيصل : الله يسلمك هذا من طيبك ,, أيووه ما قلت لي وش مخططك ؟؟
جوزيف : أنتا عارف يا فيصل أني مدير التسويق على الموظفين في الشركة هون ومدير ومسؤول القسم النسائي كمان ,, يعني الموظفات اللي بالقسم النسائي كلهم تحت أدارتي ,, وزيادات رواتب الموظفات والمكافات انا اللي بقررها .
فيصل : أيوه يا جوزيف أناعارف .
جوزيف : أكيد تعرف الموظفه دلال الصبيه الأموره في قسم التسويق.
فيصل : أيووه أنا عارف كل موظفات القسم النسائي ومن ضمنهم دلال .
جوزيف : طيب شو رأيك أني راسم عليها (مخطط عليها) ؟؟
فيصل : ما أتوقع تقدر يا جوزيف لأنها بنت محترمه مثل ما يبدو وثاني شيء البنت متزوجه .
جوزيف : ههههههههه ,, شوو بتئول ؟؟ محترمه ,, عطني أسبوع وراح تعرف مين المحترمه (( وأطلق بعدها غمزة بعينه اليمنى لفيصل قبل أن يهم بالوقوف لمغادرة المكان )) .
فيصل : طيب يا جوزيف سوي اللي تبيه بس تحمل اللي راح يجيك .

مر أسبوع على ذلك النقاش ولم يحدث جديد في الأمر , ومر أسبوع ثاني ولم يحدث أي جديد أيضاُ .

في منتصف الأسبوع الثالث ,, كانت أجواء الشركة في قمة الهدوء في فترة الظهيرة والتي تصادف فترة الأستراحه وفترة الغداء .
على النقيض تماماً كانت أجواء جوزيف مشحونه ومتوتره وغير مستقرة ,, خرج للتو من مكتب مدير الشركة العام ,, وخرجت خلفه مشرفة قسم التسويق النسائي في الشركة السيدة نوره .
خرج جوزيف من مكتب المدير وهو حزين ومرتبك ويسود الخجل ملامح وجهه الطفولي .
كان يهم للخروج من مقر الشركة ,, ولكن صوت موظف الأستقبال جعله يغير وجهته ويعود الى الخلف قاصداُ فيصل .
دار هذا الحوار بشكل سريع :
فيصل : سلامات يا جوزيف ؟؟ أشوفك مريت من عندي ولا سلمت ولا كأنك شايفيني ؟؟ عسى ما شر .
جوزيف : اااه يا فيصل شو بدي احكيلك تا احكيلك ؟؟ ممكن تمشي معي عشر دئايئ ( دقايق )) برى الشركة بدي أخبرك شيء .
فيصل : اوكيه يا جوزيف ما عندي مانع ,, الحين فترة غداء وما فيه مشكله لو طلعت معاك ,, يالله مشينا .

خارج الشركة وفي سيارة فيصل تحديداُ دار هذا الحوار :

فيصل : وش صار يا جوزيف أحس أن فيك شيء كبير ,, عسى ما شر ؟؟
جوزيف : ااااه يا فيصل , يا ريتني سمعت كلامك لما أئلتلي (قلتلي) أترك الموظفه دلال وما تحاكيها عشان ما تجبيلك مصيبه .
فيصل : أيه يا جوزيف أتذكر ,, ليه صار شيء بينك وبينها ؟؟
جوزيف : أنا بدي خبرك شو صار من البدايه للنهايه ,, أنا الاسبوع الماضي حاكيت دلال وطلبت منا ( منها ) تيجي لمكتبي عشان بدي أحكي معاها بخصوص نتايج شغلها ,, ولما أجتني دلال للمكتب ,, ائلتلا ( قلت لها ) أني نتائجها مش كافيه وما اقنعتني كتير ,, وأني بدي أشوف موظفه جديده بدالا (( بدالها ))
فيصل : طيب هي وش كانت ردة فعلها .
جوزيف : ائمت (قامت) تترجى فيا عشان ما أئلعها (اقعلها -اطردها) من الشركة ,, بعدين خبرتا أن ممكن تستمر معانا في الشركة أذا اعطيتا دورة تدريبيه على التسويق في الشاليه اللي أستأجرتوه ئبل ( قبل ) مده بسيطه ,, وأذا تفاعلت معايي في الدورة راح أخليها تبئى معنا وراح أزيد مرتبها الشهري وأتوصى فيها .
فيصل : طيب دلال فهمت قصدك من الدوره وفهمت اللي تقوله .
جوزيف : اكييد بتعرف شو ائصدي (قصدي) وخبرتني أن زوجا (زوجها) ممكن يزعل لو خبرته أنها رايحه دوره يوم كامل في الشاليهات ومعي لحالي ,, وأئلتلا (قلت لها) أنا ما بدي حدا يعرف لا زوجك ولا حتى صديئاتك (صديقاتك) في القسم النسائي ,, وائلتلي (قالت لي) أنها موافئه (موافقه) وخلاص بدا تجي للشاليه وتبئى ( تبقى ) معي يوم كامل .
فيصل والحيرة تملئ محياه من ردة فعل دلال والتي كان يعتقد أنها فتاة محترمه : غريبه والله يا جوزيف أنها وافقت بالسهوله هذي .
جوزيف : خليني كمل يا خيي,, دلال بنت الحرام خدعتني وراحت خبرت مشرفة قسم التسويئ باللي صار بيناتنا (بيننا) ومشرفة التسويق راحت خبرت مدير الشركة ,, ولما سألني مدير الشركة عن اللي صار أعترفتله باللي صار بيني وبين دلال ,, وئرر (قرر) أنه ينئلني (ينقلني) لقسم المستودعات والتخزين ,, واليوم اخر يوم لي في مقر الشركة هون ,, وخلاص ما عاد لي علائه (علاقه) في القسم النسائي ,, وقرر يعطي دلال زياده الف ريال على مرتبها الشهري ورفعها قريد عشان تنسى اللي صار وما تئدم (تقدم) شكوى علي في المحكمه .
فيصل : طيب يا جوزيف المدير ما نقص من راتبك شيء أو ما وقعك على تعهد او ما نزلك قريد ؟؟
جوزيف : لا ما صار شي من هالحكي كله ,, قرر بس ينئلني (ينقلني) لقسم المستودعات اللي يبعد عن مقر الشركة 5 كم .
فيصل : اها ,, يالله يا جوزيف راح نفتقدك الايام الجايه .




بعد شهرين من الذي حدث في الأعلى حدث هذا الحوار بين صديقنا فيصل وبدر سائق القسم النسائي في الشركة :
فيصل : سلامات يا بدر أشوفك متضايق وشكلك مو عاجبني ؟؟
بدر : والله مدري وش أقولك يا فيصل ,, زبدة الموضوع أن مدير الشركة فصلني اليوم وجيت اسلم عليك قبل ما أسافر لديرتنا .
فيصل وعلامات الدهشة تملئ محياه كالعاده : تتكلم من جدك يا بدر ؟؟ ليه وش صاير ؟؟
بدر : بقولك مختصر السالفه يا فيصل ,, أنت زي ما تعرف عني سواق القسم النسائي يعني أجيب الموظفات وأوديهم ,, فيه وحده من الموظفات الله يستر عليها مو مضبوطه ,, وتلمح لي من مدة أنها معجبه فيني وتبي تتعرف علي ,, أنا في البدايه كنت رافض لأني ما أبي أخرب وضعي في الشركه لأني ما صدقت على الله لقيت هالوظيفه لأن ما معاي الا المتوسطه وما فيه احد يقبل يوظفني ,, المهم البنت ما خلتني بحالي وكانت ترسل لي رسايل لجوالي غزل وعشق ,, وشوي شوي طحت معاها وصارت بيننا علاقه هاتفيه بس ,, ولسوء حظي مشرفة التسويق أكتشفت الموضوع لأن هذي البنت علمت احدى زميلاتها باللي بينها وبيني على الجوال ,, وزميلتها علمت المشرفه باللي صاير ,, وقبل يومين جتني المشرفة وطلبت جوالي وأنا ماعندي خبر أنها تبي تفتش فيه ,, اخذت الجوال وشافت الرسايل اللي بيني وبين الموظفه ,, وكتبت تقرير لمدير الشركة وقرر يفصلني أنا والموظفه .
فيصل والحزن يملئ محياه : يالله يا بدر هذا درس لك في حياتك ,, ودرس لي أنا بعد .
بدر : طيب أنا فاهم ليه اللي صار درس لي ,, بس ممكن تفهمني ليه هو درس لك أنت بعد ؟؟
فيصل : لأني عرفت الحين قيمة الموظف السعودي وقيمة الموظف الأجنبي في الشركات الخاصه .


في نهاية دوام ذلك اليوم خرج فيصل من الشركة وجيوش الكآبه والحزن تستحل محياه البائس ,, بعد صعوده لسيارته ,, قام بتشغيل الراديو ليجد فيه شيئاً يسمعه وينسى من خلاله الكلام الذي سمعه من صديقه السابق بدر ,, ما أن قام با ادارة محرك الراديو حتى سمع الفنان كاظم الساهر يصدح بأعلى صوته ويقول ((
نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي ,, ودمروا كل أشيائي الحبيباتي ))
وقرر فيصل في قرارة نفسه أن يهدي تلك الأغنيه الى مكتب العمل والى كل شاب سعودي يعمل في القطاع الخاص ويعاني من ظلم وتسلط الموظفين الأجانب في عمله .

نهاية القصة ......



نقاط من الموضوع :

** أنا سعيد لما حدث لبدر لأنه يستحق ذلك والأمر سيان لموظفة التسويق ,, ولكن الذي يحز في نفسي هو كيفية التغاضي والتستر على جوزيف من قبل مدير الشركة والذي ينتمي لنفس البلد التي ينتمي لها جوزيف .

** هذا الموضوع هو مكمل لموضوع الأسبوع الماضي والرسالة التي وجهتها للفتيات اللواتي يرغبن بالعمل في قسم التسويق في البيئه الذكوريه .

** لن نرضى أن يقترب تلك الشرذمه من لحمنا الطاهر والنظيف لأنه أعز ما نملك ,, ولن نرضى بالذل والأنكسار والأهانه من قبل الموظفين الأجانب الا بوجه حق ,, ما عادا ذلك لن نرضخ لهم لأن كرماتنا وعزتنا أكبر بكثير من القطاع الخاص وشركاته .

** نتمنى أن تكون القرارات الأخيره من ملك الأنسانيه وملك القلوب حفظه الله خير رادع لتلك الشركات ومن يعمل فيها .




وفي الختام أتمنى لكم يوماً سعيداٌُ في داخل منازلكم وبعيداُ عن الأتربه والغبار ,, ولكن ما تلاحظون (( أن يوم السبت أهين وبقووه هالسنه ؟؟ ))




بحفظ الرحمن

الجمعة، 18 مارس 2011

(( الشركات عاوزه كده يا موظفات التسويق ))

(( الشركات عاوزه كده يا موظفات التسويق ))
الحلقة الثالثة من سلسلة صوت الضمير


ناصر : عقيل تكفى الله لا يهينك أبي منك خدمة ؟؟
أنا : تأمر أمر يا ناصر من عيوني الثنتين أذا أقدر ..
ناصر : يا عقيل أبيك تتوسط لزوجتي تتوظف في الشركة اللي أنت فيها ,, هي معاها جامعه وجالسه في البيت لا شغله ولا مشغله ,, وأنت عارف حالتي الماديه الكسيفه وأبيك تساعدنا لأهنت ..
أنا : أبشر يا ناصر بسوي اللي علي ,, بس ترى وظايف النساء اللي عندنا كلها تسويق ..
ناصر : ما عندي مشكلة أهم شي تتوظف ,, الله لا يهنيك يابو رافع حاول تزبطنا .
أنا : خلاص أبشر يا ناصر ,, أنت عطني السيرة الذاتيه وأنا بسوي اللي علي .

في صباح اليوم التالي للحوار السابق تواجدت أمام صديقي في العمل عبدالسلام ,, وقمت بأعطاءه السيرة الذاتيه لزوجة صديقي ناصر ,, طالباُ منه تسجيلها كموظفه في القسم الخاص بالتسويق بالشركة التي نعمل بها .

تفاجأ صديقي عبدالسلام بتصرفي ذلك وقال لي :
أنت من جدك يا عقيل ؟؟ تبي تتوسط لزوجة صديقك عشان تشتغل في قسم التسويق ؟؟
قلت لصديقي عبدالسلام :
وش المشكلة طيب ,, صديقي ناصر زوج اللي أبيك توظفها حالته الماديه تكسر الخاطر وهو بحاجة الى هالوظيفه عشان تحسن من مدخلوهم الشهري .
عبدالسلام :
أقول يا عقيل روح الله يستر عليك وخذ السيرة الذاتيه حقت زوجة صديقك معاك ,, ما راح أساعدك لأني أحبك وأتمنى لك الخير أنت وصديقك وزوجته ,, لا تقولي ليه ,, لأنك مع الزمن راح تعرف ليه .

غضبت كثيراُ لتصرف صديقي في العمل عبدالسلام ,, وكنت أفكر في ذلك الوقت بأي عذر سوف أخترعه لكي أقنع به صديقي ناصر .

أتصلت على صديقي ناصر وأخبرته بأنه لا توجد وظائف نسويه حالياٌُ في الشركة التي أعمل بها ,, والحمدلله صدق وأقتنع بتلك الكذبة البيضاء التي أخبرته بها .





موظفة شركة جوالي :

بعد مرور ما يقارب شهر على الاحداث السابقه ,, صادفت فتاة في أحدى المجمعات التجارية ,, أقتربت مني وطلبت مني التوقف للحديث معها ,, بعد توقفي سألتني أين أعمل ,, فأخبرتها بأسم الشركة التي اعمل لصالحها ,, أخبرتني بأنها موظفة لشركة جوالي للاتصالات ,, وبأنها تبحث عن شركات لتقوم بالتسويق لشرائح الاتصالات والخدمات الاخرى لشركة جوالي التي تعمل بها ,, وأضافت بأنها تريد مني مساعدتها بأن تقوم بزيارة الشركة التي اعمل بها لغرض التسويق لصالح شركة الاتصالات التي تعمل بها ,, أخبرتها بأنني سوف أحادث رئيسي في الشركة وأخذ موافقته ومن ثم سوف أعطيها خبراُ .
أخبرت رئيسي في العمل بما حدث مع تلك الفتاة ,, وسألته عن رأيه فيما أذ كان موافق على قدوم تلك الفتاة الى الشركة لتقوم بتسويق بضاعتها ,, فأعطاني الرئيس الضوء الأخضر لقدومها الى مقر الشركة .
قمت بعد أخذي أذن الموافقه من رئيسي با إرسال رسالة الى هاتف تلك الفتاة أخبرتها با أمكانية قدومها ,, وأخبرتها أيضاُ بمقر الشركة .

في اليوم التالي حدث ما لم يكن في الحسبان ,, أتت فتاة أخرى غير تلك الفتاة المحترمه التي صادفتها صباح الأمس والتي كنت محسناُ الظن فيها ,, لأنها كانت تضع الاطنان من (( الميك اب )) ناهيك عن الصوت المرتفع والضحك والقهقهه بسبب أو بدون سبب ,, بداً من وصلوها الى بوابة الشركة وأنتهاء بتواجدها في أقسام الشركة ,, برفقة فتاة أخرى زميلة لها في نفس شركة جوالي ولا تختلف عنها ب (( قلة الأدب ))

تألمت كثيراُ لما رأيته ,, وكان بودي نقض العهد معها ووعدي لها بمساعدتها قدر الأمكان وكلي أمل في نيل أجر من خالقي على مساعدتي لها,, ولكني فضلت التزام الصمت على سماع كلام سيء منها يؤكد لي سوء تصرفي بقراري مساعدتها .


في قسم شؤون الموظفين ,, القسم الذي أنتمي له ,, كان يتواجد معنا موظف كبير بالسن ,, هذا الموظف لطالما أخبرنا بمعاناته مع خدمة الأنترنت ,, وكنا نلح عليه بأن يقوم بشراء جهاز ( كونكت ) ليرتاح وليريحنا من سماع شكواه المعتادة ,, وللأسف جميع محاولات أقناعنا له تبوء بالفشل الذريع .
ما أن تحدثت تلك الفتاة بنعومة تسبب (( القرف )) لدى أمثالي ,, وتسبب (( الأرتخاء )) لدى امثال صديقنا العجوز ,, ما أن تحدثت تلك الفتاة عن جهاز ( الكونكت ) حتى رضخ صديقنا العجوز لها وطلب من الفتاة أن تزوده بذلك الجهاز .
وعندما سألنا صديقنا العجوز عن سبب عدم أستجابته لمطالبنا له بشراء تلك الجهاز حتى فا جأنا بقوله ((
هذا الجهاز اللي كنتوا تتكلمون عنه ,, بس أنتوا ما أقنعتنوني فيه مثل ما سوت هذي البنت ))


بعد شراء ذلك العجوز لذلك الجهاز طلب العجوز من تلك الفتاة رقم هاتفها الجوال حتى يحادثها أن تعرض لأي مشكلة مع ذلك الجهاز ,, وبدون أدنى شك وافقت تلك الفتاة وأعطته رقمها وكأنها دكتورة سيحتاجها ذلك العجوز عند حاجته لها .

ليس صديقنا العجوز الوحيد الذي سقط في خيوط تلك الفتاة ,, وأنما العديد من موظفي الشركة سقطوا في تلك الخيوط وكانوا يتحدثون في (( كافتيريا )) الشركة عن نعومة تلك الفتاة وجمال عينيها الآخاذ .
وكان من ضمن الأشخاص الذين أشتروا جهاز (كونكت ) من تلك الفتاة صديقي العزيز ثامر ,, والذي لا يملك جهاز كومبيوتر بالأساس .

بعد مرور قرابة الأسبوعين على زيارة الفتاة تلك دار الحوار التالي بيني وبين صديقي ثامر :
ثامر : عقيل تذكر لما كنت تضحك علي وتقول لي ليه أشتريت جهاز كوكنت من البنت وأنت ما عندك كومبيوتر ولا تستخدم الأنترنت من الأساس ؟؟
أنا : أيه أتذكر ,, وحتى أنك قلت لي أن عندك هدف من شريتك للجهاز غير أستخدامه.
ثامر : أيوووه عليك نوور ,, أبشرك أخذت الهدف حقي .
أنا : ما فهمت عليك ؟؟ وش الهدف اللي أخذته ؟
ثامر : تعرفت على البنت وشبكتها من خلال أتصالاتي الدايمه عليها ,, لين ما جبت رأسها


لا أفضل ذكر جميع ما أخبرني به صديقي ثامر وذلك لعدم رغبتي أن أصيبكم بالغثيان لما سمعته وما عرفته من الذي فعله ثامر معها .


كنت أقول وما زلت أقول بعد معرفتي لما فعله ثامر
(( اللهم أني بريء من افعال ثامر مع تلك الفتاة براءة الذئب من دم يوسف ))




موظفة البنك :


بعد تلك الحادثه بفترة بسيطة ,, تملكني أعتقاد بأن جميع موظفات التسويق يسيرون على نحو موظفة شركة جوالي .
الا بعد أن رأيت فتاة موظفة أتت لتسوق للبنك الذي تعمل به ,, وكانت تلك الفتاة قمه في الحشمه ,, لدرجة أنك تكاد لا ترى عيناها ولا ترى يداها أو أي جزء منها .
أعجبتني كثيراٌُ تلك الفتاة وأثلجت صدري بسلوكها المعتدل ولبسها المحتشم والفضفاض .
غيرت فكرتي كلياُ عن الفكرة السابقه والتي زرعتها فتاة التي تعمل لصالح شركة الاتصالات جوالي .


ذهبت الى صديقي عبدالسلام وأخبرته بمدى أعجابي بموظفة البنك والتي كانت تسوق عنده في مكتبه ,, فأخبرني بأنها (( من بنات القبايل )) ولذلك ليس غريب منها ذلك الأمر .

بعد فترة لاحظت أن صديقي عبدالسلام أصبح يكثر من مكالماته الهاتفيه في مكتبه ,, وعند سؤالي له عن تلك المكالمات ,, كان يخبرني بأن أخته المتزوجه دائماُ تتصل به لتشكي له الحال مع زوجها .

في أحد الأيام كنت جالساُ عند صديقي عبدالسلام في مكتبه , ثم ذهب عبدالسلام الى مكتب المدير العام للشركة ,, وطلب مني التواجد في كرسيه والرد على الاتصالات واخبار المتصلين بأنه ذاهب الى مكتب المدير العام وسوف يعود بعد دقائق .

ماهي الا لحظات حتى أصبح هاتف مكتب عبدالسلام يرن ,, قمت بالرد على الفور وأذا المتصل فتاة تريد عبدالسلام ,, دار بيني وبينها هذا الحوار :

الفتاة ( بميوعه ) : ممكن أكلم عبدالسلام ؟؟
أنا : لا والله يا اختي للاسف عبدالسلام راح لمكتب المدير العام وراجع بعد دقايق ,, لو سمحتي عطيني أسمك عشان اخليه يكلمك أذا رجع .
الفتاة : أنت مين بالأول ؟؟
أنا : أنا زميله في العمل عقيل .
الفتاة ( بنبرة متحسمه وصوت عالي )) : هلا والله عقيلووو ,, معقول ما عرفتني ,, الحمدلله أخيراُ سمعت صوتك ,, عبدالسلام دايم يقول لي عن سوالفك وأجلس اضحك لما أسمعها .
أنا : طيب يا أختي ما عرفت من أنتي ,, ياليت تقولين لي من أنتي ؟؟
الفتاة : شكلك تستهبل ,, أما ما عرفتني ,, عبدالسلام يقولي دايم أنك توصل سلامك لي ,, وأنا دايم اقوله وصل سلامي لعقيلوو .
أنا : يابنت الناس قولي من أنتي والا ترى بقفل السماعه بوجهك .
الفتاة : اوووف وش فيك معصب ,, أنا احسبك حليل مثل ما يقول سوسو (( دلع عبدالسلام )) ,, بقولك من أنا وأمري لله ,, أنا نوف موظفة البنك اللي جيت أسوق عندكم قبل فترة .
أنا (( والدهشة متواجده في محياي المفجوع )) : لا مو معقوله ,, مستحيل أنتي تكوني ذيك البنت المحترمه .
الفتاة (( بعد أن ضحكت لمدة طويله )) : أوووه الظاهر أن لباسي ذاك اليوم غرك وخلاك تصدق أني ملتزمة ومحافظه.
أنا : أي والله صدقت للأسف ,, بس قبل ما اقفل بوجهك السماعه لأني بقفلها بعد شوي بسألك هذا السؤال : وش اللي حادك تغيرين جلدك وتسوين كذا مع أني سمعت أنك بنت قبيله معروفه بالتشدد ؟؟
الفتاة : وش أسوي يا عقيلوو ,, المخرج عاوز كده ,, ثم أطلقت ضحكه سخيفه وأكملت ,, عفواُ قصدي طلب الرزق لازم له هذا الاسلوب ,, كيف تبيني أنجح كموظفة تسويق وأنا محتشمه وما أعطي الزباين وجه ,, الحمدلله أنا أموري تمام وراح أصبح الحين مشرفه لأني قدرت أجيب زباين وقروض للبنك ,, وصدقني يا عقيلوو ما فيه بنت راح تنجح بالتسويق لو ما سوت مثل اللي سويته أنا .

أنهيت المحادثه مع تلك الفتاة وكلي ألم وقهر لما سمعته منها .

بعد رجوع صديقي عبدالسلام لمكتبه ,, واجهته بالحقيقه وأخبرته بمعرفتي لما يحدث بينه وبين موظفة البنك المحترمه وبنت القبايل كما يتشدق .

قال لي عبدالسلام : زين أنك عرفت يا عقيل حقيقة هذي البنت و عرفت اللي بيني وبينها ,, وأزيدك من الشعر بيت ,, جوالي هذا اللي تشوفه هديه منها والله يشهد على اللي اقوله ,, وازيدك بعد من الشعر بيت قبل كم يوم طلعت تغديت معاها .
أنا : طيب يا عبدالسلام ليه تقول زين أني عرفت حقيقتها ؟؟
عبدالسلام : عشان تعرف ليه أنا قبل فترة رفضت أوظف زوجة صديقك في قسم التسويق بالشركة ,, وما أبيك تشيلها بخاطرك ,, صدقني يا عقيل هذي الوظيفه ما تصلح للبنات خصوصاُ أذا كانوا يبون يسوقون في منطقة عمل ذكوريه ,, الوظيفه هذي ما تصلح للبنات الشريفات ,, البنات الشريفات ما يستمرون في مثل هذي الوظايف أكثر من أسبوعين لأنهن ما يرضن يترجوا ذكور ويحاولوا أقناعهم باللي تسوق له بأي شكل من الأشكال ,, وأنت شفت وش صار مع صديقك العجوز في المكتب لما أشترى من موظفة شركة جوالي ,, ولعملك ترى العجوز داخل في علاقة هاتفيه مع ذيك البنت وتصير بينهم مكالمات في اخر الليل ,, صدقني يا عقيل البنت اللي تبي تتوظف في تخصص تسويق بشكل شريف ومحترم لازم تشترط على الشركة الي تعمل لصالحها أنها تسوق في بيئه نسائيه فقط ,, وتشترط عليهم عدم أرغامها على التسويق في بيئه ذكوريه .

أقنعني جميع ما قاله صديقي عبدالسلام ,, وأقنعت به صديقي ناصر والذي عذرني على كذبي السابق له ,, وأخبرني بسعادته على ما فعله صديقي عبدالسلام عندما رفض المساعدة في توظيف زوجته في قسم التسويق بالشركة خوفاُ عليها من شياطين الجن وشياطين الأنس .


بالنسبة لي وبعد الذي عرفته وأخبرتكم به ,, وبعد الذي عرفته وفضلت عدم أخباركم به ولم أذكره في هذا الموضوع حفاظاُ على سلامة القولون لديكم ,, أود التأكيد على أنني أفضل أن أرى زوجتي أو شقيقتي تعمل (( فراشه في احدى مدارس البنات على أن أراها تعمل مسوقه في بيئه رجاليه )) لأن العمل ليس عيباًُ ,, الا أذا مس الكرامه والشرف فأنه يتخطى العيب ويصل الى التحريم وأكثر .




أتمنى أن لا يغضبوا أخواتي موظفات التسويق ,, لأن ما حدني لكتابة هذه الموضوع هو الذي رأيته وسمعته وعرفته عن شروط ومستلزمات هذه المهنه .



أترك المساحة لكم لتعبروا عن ما ذكرته ,, يسعدني ويشرفني قراءة تعليقاتكم على ما تم طرحه هنا .


قبل الختام رسالة الى موظفي القطاع الخاص بعد القرارات الملكيه هذا اليوم:
أعلم بمدى حنقكم وغضبكم على القرارات التي لم يشملكم شيئاُ منها ,, أنا كنت مثلكم في ظهيرة هذا اليوم ,, تواجد الغضب في داخلي لدرجة أنني نسيت أن أبارك أو أن أفرح لأخواني وأخواتي المستفيدين من القرار .
وأعلم أيضاُ أنكم مثلي لاتحسدون أخواننا واخواتنا المستفيدين من تلك القرارات ,, وأنكم تغبطوهم على الأوامر الملكيه التي شملتهم .
لاتحزنوا ,, وتذكروا مثلما تذكرت بأن الله أكرم من جميع خلقه ولذلك يجب علينا عدم سؤال خلقه وسؤاله .
للأسف الغضب أنساني بأن الرزق في يده سبحانه ,, وكذلك القهر أنساني بأنني مقصر في دعاء الله في صلواتي بأن يرزقني من فضله .
كنت أصلي صلاة الجمعه وأنا أفكر بالقرارات التي قد تشملني بعد ساعتين من أدائي للصلاة ,, وتناسيت بأنني تحت يد أكرم الأكرمين ,, وأن سؤالي له أفضل من سؤالي لباقي خلقه .
الحمدلله حمداُ كثيراُ وعلى كل حال .

الحمدلله لأن ملك الأنسانيه توجه الى ما كنت أطالب به خلال المواضيع السابقه بحلقات التحفيظ لما فيها من صلاح ومنفعه لأبنائنا وبناتنا .
ونفس الأمر لمراكز الهيئه والتي أصبحنا نحتاج تواجد رجالهم وبكثرة في داخل أسواقنا ومجمعاتنا التجاريه بعد المهازل والحقارة التي أصبحنا نراها في الشهور الأخيرة الماضيه .

أفرحوا لأجل أخوانكم وأخواتكم الذين شملهم القرار ,, وصدقوني بنفس حجم تلك السعادة سيهل عليكم الخير مدراراُ بأذن الله .



تقبلوا تحياتي .


الثلاثاء، 15 مارس 2011

(( رسالة الى الأمهات + أبناء نصف لقطاء ))


(( رسالة الى الأمهات + أبناء نصف لقطاء ))
الحلقة الثانيه من سلسلة صوت الضمير وردة حمراء



ملاحظة : المواقف التي سو
ف أذكرها واقعيه وأنا شاهد عليها جميعها .ابتسامة.

(( الموقف الأول ))

في الفناء الخارجي والخاص بالألعاب في أحدى مجمعات المنطقة الشرقية ,, كنت أتواجد بجانب صديقي سعود على إحدى المقاعد الخرسانيه في ذلك الفناء .
بينما كنا نتلهم البطاطس المقلية لفت انتباهنا مراهق لم يتجاوز السادسة عشر من عمره يجلس بجوار شقيقته والتي لا تتجاوز الثانية عشر من عمرها كما يبدو لي .
كانا يتبادلان أطراف الحديث على مقعد خرساني كان بالقرب من المقعد الذي نجلس عليه .
كان ذلك المراهق يمازح شقيقته الصغيرة والتي كانت تضحك على استحياء وتلقي بمحياها بعيداُ عن شقيقها الذي كان يداعب خصلات شعرها ويلقي على مسامعها بعض الكلمات التي تضحكها .
دار بيني وبين صديقي سعود هذا النقاش :
سعود : عقيل تشوف الولد اللي هناك مع البنت ؟؟
أنا : قصدك الولد اللي لابس قميص ابيض وبجنبه أخته الصغيرة ؟
سعود : أيووه قصدي أبو قميص أبيض ولكن ما أتوقع هذي أخته ,, لأن تصرفاته معاها مو تصرفات اخو واخته .
انا : لا يا سعود أحسن الظن ياخووي ,, هذي اخته ومستحيل تكون غير كذا أنت ما تشوفها صغيره وحتى حاطه الشيله على رقبتها وشعرها طالع ,, الله يهديك يا سعود أنت تحسب أن الناس يعاملون خواتهم مثل ما نعامل حنا بناتنا للأسف بجفاف وقسوة وكأنهن مو خواتنا
سعود : أقوول أنا أتحداك يا عقيل أنها مو أخته ,, تعال وأنا أوريك .

نهض سعود بشكل سريع ,, وأمسك بيدي وطلب مني مرافقته نحو المراهق وشقيقته الصغيرة وسط علامات استحياء وخجل مني تجاه ما ينوي سعود القيام به .
سار سعود باتجاههم وأنا خلفه متردد وأحاول قدر المستطاع أن أتأخر في أللحق ب سعود .
عندما أقترب منهم سعود ألقى السلام عليهم ,, وأتاه الرد بشكل سريع من المراهق الذي تفاجأ من سعود يقف بالقرب منه ومن شقيقته الصغيرة والتي كنت أرى نظراتها المندهشة والمتعجبة من قدوم سعود إليهم .
بعد إلقاء السلام قال سعود للمراهق : عطني أثباتك الله لا يهينك .
المراهق : أنا ؟؟ ليه ؟
سعود : أنا أشتغل في أمن هذا المجمع وحبيت أتأكد من هويتك وهوية البنت اللي معاك .

ما أن قال سعود هذه الكلمات حتى سطع الخوف والارتباك في محيا المراهق وشقيقته الصغيرة والتي غادرت المكان على الفور .
تملكني الغضب تجاه صديقي سعود والذي أرهب الفتاه وجعلها تغادر المكان ,, فقلت للمراهق وأنا ألوي وجهي حتى لا يرى علامات الغضب في محياي تجاه سعود : أقول نادي أختك لا تروح بعيد ,, هذا يستهبل لا يشتغل أمن ولا شيء بس حب يستهبل عليك .
ما أن سمع المراهق تلك الكلمات حتى بدا وأنه غير مصدق لما قلته له وقال : تتكلم من جدك أنت ؟؟ أحلف بالله أنك تستهبل معاي ؟؟

ضحك سعود وقال للمراهق : والله ما أشتغل في امن المجمع بس حبيت أسوي لك الكاميرا الخفية .

لم يكمل جملته سعود حتى قال المراهق والنرفزة تتضح في نبرة صوته : ياخي أقلب وجهك والله خوفتني ؟؟ الله يلعنك خربت علي ؟؟ أنا ما صدقت على الله أخليها تقابلني بعد أسبوعين من التوسلات على البلاك بيري وآخرتها تجي تخوفها وتخليها تنحاش ؟؟ والله مالك داعي .


جميع علامات الدهشة كانت تتملكني ,, حاولت أن أجد تفسيراُ آخر لما قاله المراهق ولكني لم أجد ,,
فقمت بسؤاله بشكل عفوي لأن البراءة وحسن النية ما زالا يسيطرا علي : أنت قصدك أن البنت الصغيرة اللي معاك قبل شوي مو أختك ؟؟

كان بداية الجواب هي نظرة استحقار من المراهق تجاهي ,, وقال بعد أن عاد للجلوس على الكرسي : شكلكم تستهبلون معاي ,, لا مو أختي الله يرجك ؟؟ أقولك مشبكها قبل أسبوعين و صار لي اقنع فيها على البلاك بيري أننا نتقابل اليوم ولما قابلتها خربتوا علي ,, والحين جاي تكمل أستهبال صديقك ؟؟

أنا ومازالت البراءة تستحل آخر فكر نظيف في رأسي : من جدك أنت مشبك البنت الصغيرة هذي ؟؟ هذي طفله وشوف حتى أهلها ما يخلونها تتغطى .

المراهق بعد أن أعاد نظرة الاستحقار إلى محياي : هذي صغيرة ؟؟ هذي بصف ثاني متوسط ,, يعني عمرها 14 ,, أصغر مني بسنتين .


في خطوة إلى الآن لا أفتخر بأنني قمت بها ,, قمت بالاعتذار للمراهق عن ما حدث ,, وتركت ذلك المكان عائداُ إلى الكرسي الذي كنت أجلس عليه برفقة صديقي سعود الذي قدم خلفي وكله افتخار وسعادة بأن ظنونه وشكوكه أتت في محلها بعكس اعتقاداتي البريئة والساذجة .


عدنا للنقاش أنا وصديقي سعود ,, وكنت حينها غير مصدق لما حدث قبل قليل ,, تحدث لي سعود بأن هذه الفتاة ضحية لتربية الحضر ,, بعكس البدو الذي عرف عنهم التشدد في التربية وخصوصاُ تربية البنات ,, ولم يبقي سعود وصف عن تربية الحضر إلا وقد تفوه بها عنهم ,, وبنفس الوقت كان يمتدح تربية البدو ويقارنها بتربية الحضر .



للمرة الثانية لم أكن على وفاق مع صديقي سعود ,, وأخبرته بأن شكوكه قد لا تصيب هذه المرة ,, لأن الفتاة قد تنتمي لعائله أصولها بدويه على عكس ما يتعقد ,, ولكني فشلت في أقناع سعود بأن الأمور ليست كما يظن ويتصور ,, وأن الإهمال في التربية يطال البدو كما قد يطال الحضر .


لم يهدأ لصديقي سعود بال إلا بعد أن (( تحداني )) أن تلك البنت تلك الفتاة لا تمنتمي لقبيلة بدويه ,, ووافقته على قبول ذلك التحدي .

يتكرر السيناريو مرة أخرى ,, ينهض سعود من الكرسي ,, ويقوم بأخذي تجاه المقعد الذي يجلس عليه المراهق بعد أن أفسدنا عليه (( مقابلته )) لصديقته الطفلة .


بعد أن تعرفنا على المراهق والذي أتضح أن أسمه عبدالله ويتم تسميته ب عبوود ,, قام سعود بسؤاله عن القبيلة التي تنتمي لها تلك الفتاة التي كانت برفقته قبل دقائق .

أتى الرد صاعقاُ للغاية على مسامع صديقي سعود ,, عندما أخبرنا عبوود بأن الفتاة صديقته تنتمي لنفس القبيلة التي ننتمي لها أنا وسعود بكاء .

لم يصدق سعود في الوهلة الأولى ,, ولكن بعد أن قام عبوود بالحلف لنا بأغلظ الأيمان على صحة ما يقول صدق سعود ما قاله المراهق .

وجهت أنظاري تجاه صديقي المذهول سعود وابتسامة السخرية تعلو محياي وقلت في نفسي
(( ليتك سمعت كلامي وما أحرجت نفسك يا صديقي )) غمزة





الموقف الثاني :


في وقت لاحق من نفس ذلك الشهر الذي حدث فيه الموقف الأول ,, التقيت انا وصديقي سعود بصديقنا الجديد عبوود في نفس ذلك المجمع التجاري ولكن عند إحدى محلات الملابس الرياضية .

بعد أن انتهينا من التسوق ,, قررنا الذهاب للفناء الخارجي للمجمع لالتهام الدجاج المقلي على المقاعد الخرسانيه .

في الفناء الخارجي للمجمع مررنا بفتاة لا تتجاوز الثالثة عشر وبرفقتها شقيقتها التي لا تتجاوز العاشرة من عمرها ,, وما هي إلا لحظات حتى سمعنا صوت الطفلة الصغيرة تنادي صديقنا عبوود وحدث ما يلي :

عبوود : نعم وش تبين يا أموره ؟؟

الطفلة : أختي اللي هناك تبيك تضيفها في البلاك بيري حقها وهذا جهازها (( وقامت بعدها بإعطاء عبوود جهاز شقيقتها والتي كانت تنظر ألينا بكل لهفه وشوق لمعرفة ماذا يجري ))


لست بحاجة لأخباركم بمشاعري أنا وصديقي سعود في تلك اللحظة من الذي يحدث أمامنا .

قام عبود ب أخبار الفتاة الصغيرة بأن خدمة ماسنجر البلاك بيري غير مفعله في جهازه حالياُ ,, ثم قام بإعادة الجهاز للطفلة ,, وغادرنا المكان .

سألت عبوود كيف استطاعت الفتاة أن تعرف أسمه ,, وهل هو يعرفها مسبقاُ ,, ولماذا قام بالكذب على شقيقتها الصغيرة وأخباره إياها بأن الخدمة غير مفعله في الوقت الذي رأيت الخدمة مفعله في جهازه .


فقال لي عبوود : هذي البنت تصير صديقة البنت اللي شفتوها معاي هذاك اليوم ,, وهي معاها في نفس المدرسة والحين بينهم خلاف ,, وتبي تشبكني عشان تقهر صديقتي ,, فهمتوا الموضوع .
أنا فهمت الموضوع وأتمنى أنكم فهمتوا الموضوع .




(( نصف لقطاء ))

في جعبتي كلمات كثيرة بودي أن أطرحها أمام أنظاركم و أن أبثها لداخل أفئدتكم ,, ولكن دعوني أبداء حديثي بهذا السؤال :

ما الفرق بين الفتاة العادية والفتاة اللقيطة غير مسألة النسب ؟؟

أتركوا مساحة للجواب بينكم وبين أنفسكم ولكن بعد أن تسمعوا جوابي عن هذا السؤال :
الفتاة اللقيطة تمتلك جميع ما تمتلكه الفتيات العاديات ,, ما عادا التربية واهتمام الوالدين وحنانهما وعطفهما ولا أنسى المراقبة .
فا أذا حرمت الفتاة العادية من التربية السليمة والصحيحة ,, وحرمت من الحنان والعطف والمراقبة فأنني أرى بأنها فتاة (نصف لقيطة )
مع العلم أن الفتاة العادية تتحمل نسبة 20% من نسبة ضياعها وانحرافها ,, لأنها نشئت في كنف والدتها ووالدها ,, وتعيش حياتها دون أية ضغوط ,, وباقي نسبة ضياعها وانحرافها يتحمله والدها ووالدتها .

بينما الفتاة اللقيطة لا تتحمل أي نسبة لما قد يحدث معها ,, لأنها تواجدت في ظروف أتت رغماُ عنها ,, وفي مجتمع لا يرحم أمثالها رغم أن لا ذنب يطولهم .


هل ترضون أن يكونوا أبنائكم ( نصف لقطاء )
.

(( الأم مدرسة أذا أعددتها أعددت شعباُ طيب الأعراق ))

عرفت في حياتي عدة أشخاص ناجحين وموفقين في حياتهم رغم أن آبائهم قد يكونوا متوفين ,, أو قد يكونوا للأسف آباء سيئين في كل شيء ولا يصلحون للتربية .

وعرفت وتأكدت حينها أن السبب الأول في نجاح ذلكم الأشخاص الذين ذكرتهم هو التربية السليمة التي وجودها من قبل أمهاتهم ,, وعرفت وتأكدت حينها أيضا أن المقولة السابقة صحيحة ولا يلمسها أي شك .

في زماننا الحالي ينشغل الأب بتوفير لقمة العيش له ولعائلته لكي يعيشوا حياة كريمة ,, وبذلك يبتعد عن تربية الأبناء ,, وتوكل المهمة إلى الزوجة ووالدة الأبناء .
بإعتقادي : أن صلحت الأم صلحت التربية ,, وأن فسدت الأم فسدت التربية وفسد الأبناء وفسد المجتمع .




(( المراقبة ))

عندما كنت في المرحلة الثانوية ,, كنت مشاغباُ للغاية ,, وكنت مزعجاُ للمدرسين بشكل لا يطاق ,, إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتصل فيه مشرف المدرسة على منزلنا ليطلب من والدي الحضور إلى المدرسة ليخبره عن طيشي ومشاغباتي في المدرسة .
عند حضور والدي للمدرسة وبعد معرفته بما أفعله ,, قام والدي بتوبيخي قولاُ وفعلاُ أشد توبيخ ,, ولن أنسى حتى هذه اللحظة تلك ما حدث لي عند عودتي ظهيرة ذلك اليوم للمنزل عائداُ من المدرسة .
طلب والدي بعدها من شقيقي الأكبر أن يخرج من عمله ظهيرة كل يوم أربعاء ,, وأن يذهب إلى مدرستي لسؤال المدرسين عني وعن سلوكي طوال الأسبوع .
وفعلاُ تم ذلك ,, فقد أصبحت أرى أخي يجوب المدرسة ويسأل عني عند المدرسين في نهاية كل أسبوع .
بعد تلك الرقابة المستمرة تغيرت كلياُ ,, وتغير سلوكي وإنتاجي الدراسي للأفضل وبفارق شاسع ,, ويعود الفضل بعد الله لمراقبة والدي وشقيقي الأكبر .


أنا لا ألوم الأب في حال انحراف أبنته ,, لأن الفتيات تختلف تربيتهم عن تربية الأبناء ونفس الشيء مراقبتهم ,, و من الصعب أن يعرف الأب قرينات أبنته ,, ولكنني ألوم الأب في حالة انحراف أبنه ,, لأنه من المؤكد قد أهمل أبنه وغفل عنه ,, ولم يراقبه ,, ولم يحاول معرفة أصدقاء أبنه ,, ولا حتى التوصل لما يخطر ويجول في ذهن أبنه .

ولكني ألوم الأم في حال انحراف أبنها لأنها تستطيع أن تجعل منه بطلاُ أن أرادت ذلك وسعت إليه ,, لأن أبنها يقضي معها ساعات أكثر من الذي يقضيها مع والده .
فما بالكم في حالة أنحراف الفتاة ,, فأن الأم تتحمل كل اللوم .

أعود للفتيات التي ذكرتهم في الموقف الأول والثاني وفي فؤادي عدة تساؤلات أبرزها :

كيف ترضى أمهاتهن بخروجهن بمفردهن وهن متبرجات .
هل تحرص كل أم على معرفة الأشخاص الذين تتواصل أبنتها معهم في بريدها الالكتروني أو هاتفها المحمول وخصوصاًُ البلى بيري عفواُ البلاك بيري ؟؟ <<< البلى مو في البلاك بيري ,, البلا والله في الناس اللي تستخدمه في أمور سيئه حزن

ألا ترى الأمهات قص بناتهن لشعورهن حتى أصبحن مثل الذكور ؟؟
ألا يعلمن بأن قص الشعر بتلك الطريقة يدل على انحراف أبنتها في الميول وأنها تتشبه بالذكور ؟؟
هل تحاول الأمهات معرفة ما يجري في حياة بناتهن في المدرسة أو حتى في غرف النوم ؟؟




ونفس الأسئله بودي أن أطرحها على الأباء :

ألا يرى آباء المراهقين الشاذين والمتشبهين بالجنس الناعم تصرفات وقصات شعر وملابس أبنائهم ؟؟
الا يقلق الأب في سهر أبنه المراهق خارج البيت لساعات متأخره من الليل ؟؟
الا يلاحظ الأب العلامات التي تنبهه على أن أبنه يدخن أو يتعاطى المخدرات والمسكرات ؟؟
الا يهتم الأب لمعرفة أب صديق أبنه وكذلك سؤال مشرف المدرسة والمدرسين عن أصدقاء أبناءه في المدرسه وعن سلوكهم وتحصيلهم العلمي ؟؟





(( طلعات البر ))


الآن عرفت فائدة خروج عائلتنا في الماضي في نهاية كل أسبوع في رحلة بريه أو إلى إحدى المتنزهات .
كنا نلهو ونلعب برفقة بعضنا البعض تحت أعين والدنا ووالدتنا ,, وفي نفس الوقت كنا نستفيد منهم الكثير أثناء قيام أحدنا بارتكاب سلوك خاطئ كانوا ينبهوننا عن ارتكاب مثل ذلك السلوك وكذلك أخبارنا بعواقبه وسيئاته ,, ناهيكم عن المعلومات التي كنا نعرفها أثناء رحلاتنا الاسبوعيه .
ليجرب كل شخص منكم أن يخرج لمدة يومين على الأقل في رحلة برية مع عائلته ,, وصدقوني سوف تقتربون أكثر من حياة أبنائكم ومعرفة أخطائهم وما يجول في أفئدتهم .
صدقوني الأسواق والمجمعات لا تعلمهم شيئاُ جيداُ ,, وكذلك الاستراحات ,, وكذلك إرسالهم في نهاية كل أسبوع إلى منازل أقاربهم .



(( اطفال لا يبشرون بمستقبل واعد ))

أنا لا أحب التشاؤم ,, ولكنني أكون صادقاُ معكم لو قلت بأنني متشائم جداُ من جيل المستقبل القادم ,, لأنني رأيت من أطفال اليوم ما يشيب له الرأس والله شاهد على ما أقول .


تريدون أمثله:
شاهدت طفلاٌُ لا يتجاوز الثانية عشر من عمره يرافق شاباُ تجاوز العشرين من عمره ,, وطبعاُ الشاب لا يريد من ذلك الطفل إلا كل ما يدنس شرفه وسمعته ,, ورأيت ذلك الشاب يقوم بإعطاء الطفل سيجارة الدخان لكي يكملها بالنيابة عنه .
عرفت طفلاُ يتوسل الغرباء ليأخذ منهم المال ,, مع العلم أن والده موظف ووالدته المطلقة موظفه أيضا ,, ولكنه يعيش مع والده وبعيداُ عن والدته .
شاهدت طفلاُ لا يتجاوز التسعة سنوات يقوم بفعل فاضح تجاه فتاة تكبره سناُ ,, وعند قيامي بتوبيخي له وسؤالي له عن كيف تجرأ وقام بهذا الفعل المشين ,, أجابني بأنه رأى شخصاُ فعل نفس الذي فعله مع فتاه في نفس ذلك المجمع .



هل ترضى أن يكون أحد هذا الأطفال هو أبنك ؟؟
وهل ترضى أن تكون أحدى الفتاتين في الموقف الأول والثاني هي أبنتك ؟؟
أكيد الجميع لا يرضى ,, ولكن حاول أن تحرص أن لا ينشئ فلذات أكبادكم كما نشئ الأطفال الذين ذكرتهم في هذا الموضوع .



(( التعامل برفق ))

قبل الختام أود أن أقول لكم تذكروا أمراُ هاماُ :

بعد قرأتكم لموضوعي هذا لا تندفعوا بشكل مبالغ فيه نحو أبنائكم ولا تتعاملوا معهم بقسوة ,, ترفقوا معهم لأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه .
حاولوا أن تمسكوا العصا من منتصفها .
وحاولوا كسب أبنائكم وبناتكم ,, قبل أن يكونوا ضحايا للآخرين
أنصحكم بتسجيل أبنائكم وبناتكم في حلقات تحفيظ القرآن ,, لأنني كنت طالب تحفيظ قرآن عندما كنت طفلاٌ ومراهقاُ ,, وللآن أجني ثمار ذهابي لحلقات التحفيظ حتى وقتنا الحالي .

ربوا أبنائكم في منازلكم ,, خير من أن يتلقوا تربيتهم في الشوارع وفي المجمعات التجارية
.




إقتباس »
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم


الله يرزقني وإياكم بالولد الصالح ابتسامة

تقبلوا تحياتي ,,
وموعدنا الجمعه القادمه بأذن الله
وردة حمراء

(( مطلوب ضمير للبيع ))

(( مطلوب ضمير للبيع ))
سلسلة صوت الضمير



(( صوت الضمير))
ستتواجد هذه السلسلة معكم بأذن الله أسبوعياُ كل يوم جمعه ولمدة ثلاثة أشهر,, وسأقوم فيها بالتطرق للفساد في التربية والفساد في قطاعات العمل الخاصة والعامة ,, والفساد التجاري ,, وغيره ,, وأتمنى أن أوفق بهذه السلسلة ,, وأن تنال وتحوز على رضاكم واستحسانكم .. (( تحملوني عااد مرتبك))



(( تعريف الضمير))
هو صوت خفي ينبع من الداخل ليصحح لنا أخطائنا المتعمدة وغير المتعمدة قبل فوات الأوان .



(( سبب التطرق لهذا الموضوع تحديداُ ))
الذي دعاني لأن أختار هذا موضوع الضمير تحديداُ للحديث عنه طوال الأسابيع المقبلة ,, هو اعتقادي بأن الضمير هو الأصل في نجاح أو فشل أي شيء نقدم عليه في حياتنا .

أذا حدث نقص في التربية أو التعليم بينما كان الضمير حي وفعال عندها سيكمل الضمير ذلك النقص الحاصل ,, وأما أذا حدث العكس بموت الضمير وكمال التعليم والتربية فأن ذلك الكمال لن يحيي الضمير .



(( ولادة ضمير))
بعد عودتي من المدرسة عندما كنت أدرس في الصف الرابع ,, وبعد دخولي للمنزل ,, وجدت أمامي على طاولة المطبخ مبلغ لا يتجاوز خمسين ريال ,, التفت يميناًُ وشمالاُ وأخذت المبلغ ووضعته في مخبئة ثوبي ,, وذهبت بعد ذلك لغرفتي لأقوم بإخفاء ذلك المبلغ حتى لا يعلم صاحبه بأنه أضحى لدي .
كان ذلك المبلغ لوالدتي ,, والتي بحثت عنه بعد عودتها للمطبخ قادمة من غرفة غسيل الملابس ,, ولم تجد المبلغ والذي كانت تريد أن تعطيه للعامل الذي يقوم بتوصيل الحاجيات من السوبر ماركت لمنازل الحي .
سألتني والدتي عن المبلغ ,, وأنكرت رؤيتي للمال على الفور ,, وسط علامات ارتباك اجتاحت محياي ,, لأنني لم أعتد على الكذب في تلك السن الصغيرة .
ما هي إلا دقائق حتى رأيت دموع والدتي تتساقط أثناء تقطيعها للبصل وأعدادها لوجبة الغداء ,, سألتها عن سبب بكائها وهل هي تبكي على المال المفقود .
فقامت والدتي بالتمثيل علي با أنها مستاءه لأن ذلك المبلغ هو هديه من خالتي لي لأنني متفوق دراسياُ ,, والآن هي لا تستطيع أن تقوم بإعطائي الأمانة التي وصلتها من خالتي .
ثم أخبرتني بأنها لم تشك في أطلاقاُ لثقتها بأنها قامت بتربية أبنها أحسن تربيه ممكنه ,, وبأن أبنها لا يمكن أن يكون كاذباُ أو حتى سارقاُ ,, ثم قامت بتذكيري بعقوبة السارق في الدنيا والآخرة ,, وأخبرتني بأن الكذب قد يبعث بصاحبه إلى النار .
ارتجفت خيفة بعد سماعي لكلام والدتي ,, وتندمت على فعلتي أشد الندم ,, خصوصاُ بعد تصديقي بأن ذلك المال الذي سرقته سيكون من نصيبي .
في غرفتي لم أنام تلك الظهيرة ,, كنت مستلقي على السرير وأحاسب نفسي ,, قمت بتذكر كل ما فعلته من سرقة لأقلام أصدقائي في المدرسة أو أي شيء أجده ملقي على الأرض .
في نفس الوقت الذي كنت أستمع فيه إلى ذلك الصوت المنبعث من داخلي ,, والذي كان يؤنبني على فعلتي تلك ,, كنت أسمع صوتاُ آخر يطلب مني تجاهل الصوت الأول ,, وتجاهل ما حدث معي في المدرسة والمنزل ,, ويخبرني بأن ما فعلته لا يستحق كل هذا التفكير والندم .
ذهبت العصر للعب الكرة مع أصدقائي أبناء الحي ,, وما زال ذلك الصوت يذكرني بصورة أمي وهي تبكي في المطبخ .
في المساء لم أستطع النوم بسبب ذلك الصوت المزعج ,, والذي أصبح يلح علي بالاعتراف لوالدتي بما اقترفته من خطاء في ظهيرة اليوم .
وفعلاُ كان لذلك الصوت الخفي ما أراد وذهبت إلى والدتي والدموع على خداي ورأسي منحني وقبلتها على رأسها وأخبرتها بالذي فعلته .
لم تنهرني والدتي على قيامي بالسرقه ,, وإنما نهرتني على كذبي عليها طوال ساعات اليوم ,, نهرتني بأسلوب تربوي لا مثيل له .
أخبرتني بأنها على نفس قدر امتعاضها وغضبها على فعلتي ,, فهي سعيدة لأن ضميري حي وليس ميت ,, وعند سؤالي لها عن معنى الضمير ,, أخبرتني بأن الضمير هو الذي جعلني أقدم إليها معترفاُ بالذي اقترفته في ذلك اليوم .


الحمدلله منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا أفتخر بأنني لم أكذب على والدتي بأي أمر كان ,, حتى لو كان ذلك الأمر لن يروق لها أو سوف يغضبها .
الحمدلله منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا وأنا أفتخر بأنني اختلفت مع أصدقاء وأشخاص آخرين وكنت أرى الحق يقف معي باختلافي معهم ,, ولكن بعد محاسبتي لنفسي قبيل موعد نومي اليومي تأكدت أنني كنت المخطئ في ما حدث لي معهم ,, وذهبت للاعتذار منهم في أقرب لقاء أو مناسبه تجمعني بهم .



(( الضمير والحقيبه ))
أتذكر بأنني في أحد الأيام وجدت حقيبة بالقرب من باب منزلنا وبداخلها مبلغ يتجاوز عشرة آلاف ريال ,, أخذت الحقيبة وعلمت من خلال تفحصي فيها بأنها تعود لشخص يعمل مندوب مبيعات لأحدى الشركات وكانت الحقيبة وقعت منه بالقرب من منزلنا وذلك بعد وضعه للحقيبه على سقف سيارته أثناء فتحه لباب السياره ,, وعند صعوده للسياره نسي الحقيبه على سقف السياره ,, وعندما تحركت السيارة سقطت الحقيبه .
حينها كنت أحتاج مصروف شخصي ,, وكنت أحتاج مبلغ لإصلاح بعض الأعطال في سيارتي المريضة ,, وأحتاج إلى مبلغ لتحسين بعض الأمور لدي .
حاولت أن أغيب صوت الضمير في داخلي وأن أستفيد من ذلك المبلغ ولكني لم أستطع ,, وذلك لأنني خفت أن أقوم بإصلاح سيارتي من ذلك المبلغ ويكون ما فعلته سبب في تعرضي أو تعرض والدي لحادث مريع على تلك السيارة .
وقست باقي الأمور على نفس ذلك المنوال .
لم أستطع تغييب صوت الضمير ,, وقمت بالاتصال على صاحب الحقيبة والذي كاد أن يجن وقتها ,, لأنه مقيم أجنبي وراتبه لا يتجاوز الثلاثة آلاف ريال .
أفتخر بما قمت به ابتسامة ,, وأتمنى أنكم فعلتم ما تفخرون به مثلي في حياتكم ,, ويعود الفضل بعد الله لضمائركم الحية .



(( الضمير سبب في الأخلاص والتفاني والنجاح ))
ما يقوم بفعله موظف التصاميم في الشركة التي كنت اعمل فيها سابقاُ أثار فضولي واستغرابي ,, لأنني كنت أشاهده يجول أقسام الشركة في أوقات فراغه بحثاُ عن عمل يقوم به .
في أحد الأيام استوقفته وسألته لماذا يقوم بالبحث عن عمل في أوقات فراغه ,, لماذا لا يقضي وقت فراغه بالتواجد في موقع الفيس بوك أو تويتر أو حتى التواجد في شبكة الإقلاع مثلما نفعل أنا وبقية الزملاء في العمل في أوقات فراغنا .
فأخبرني بأن ضمن تعاليم ديانتهم البوذية الإخلاص والتفاني في العمل ,, والعمل بضمير وإتقان العمل
, وأضاف بأنه لن يكون سعيد طالما هو يعبث ويلهو أثناء وقت العمل الرسمي حتى وأن كان أنهى جميع اعماله .
فأخبرته بأننا نملك نفس تلك التعاليم في ديننا ,, وأخبرته أن تلك التعاليم مذكورة في مرجع المسلمين الأول ألا وهو القرآن الكريم .
بانت الدهشة على محياه ,, وأخبرني بأنه غير مصدق لما أخبرته إياه .
فقمت بسؤاله عند سبب عدم تصديقه للكلام الذي قلته له :
فقال لي (( لأنكم لا تعملون بضمير ,, ولم أشاهد مواطن سعودي يعمل بإخلاص وتفاني ))

بيني وبينكم أحرجني كلامه ولم أستطع الرد عليه وغادرت المكان الذي كنا نتواجد فيه فوراُ .


هذا هو السبب في جعلنا متأخرين في كل شيء في بلدنا عن الآخرين في الدول المتقدمة أمثال كوريا واليابان والصين الذين يعنتق أغلب سكانها ديانة البوذية .ضمائرهم تملي عليهم ما يجب أن يفعلوه ,, بينما نحن هنا نملي على ضمائرنا ما يجب أن نفعل .





(( إلى الآباء والأمهات ))
(( الله يرحم والديكم حاولوا إحياء وتفعيل الضمائر داخل أبنائكم ,, لأن بصلاح ضمائر أبنائكم سيعم الإصلاح والنجاح على مستقبل هذا البلد ))




(( كذاااابين ))
الآن وبعد عديد من المواقف التي مرت علي في حياتي أنا مندهش لعدم وجود ضمير لدى العديد من الأشخاص الذين يمارسون الكذب والخداع في كل مكان .
قرأت خبر عن عدد الأسر التي حاولت تزوير وفاة أبنائها في جده حتى يستفيدوا من مبلغ المليون ريال التي قررت الحكومه صرفه لعائلات ضحايا سيول جده العام الماضي .
ضحكت ضحكة سخريه عند رؤيتي لذلك العدد الكبير من الأشخاص الذين ليس لديهم ضمائر تخبرهم بأن ما يقومون به غير صحيح ,, لأن ذلك المال والتعويض الذين يبحثون عنه ليس من حقوقهم .
أليسوا هم بمسلمين ويعرفون عاقبة الاحتيال والكذب في الآخرة ؟؟
ألا يعلمون أن ذلك المال حرام عليهم شرعاُ ؟؟
كيف يريدون صرف ذلك المال على أهاليهم وهم يعلمون في دواخلهم بأنهم يصرفون المال الحرام على فلذات أكبادهم ؟؟



يا ليت الضمائر تباع وتشترى لكي نطلب من الحكومة صرف ضمير لكل شخص من أولئك الكاذبين والمحتالين .

إلى هنا ولنا لقاء الأسبوع المقبل مع حلقه بعنوان (( رسالة إلى الأمهات ))
وكلي أمل أن يصل موضوعي القادم ورسالتي القادمة إلى اكبر عدد من الأمهات .

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.