الحلقة الثالثة من سلسلة صوت الضمير
ناصر : عقيل تكفى الله لا يهينك أبي منك خدمة ؟؟
أنا : تأمر أمر يا ناصر من عيوني الثنتين أذا أقدر ..
ناصر : يا عقيل أبيك تتوسط لزوجتي تتوظف في الشركة اللي أنت فيها ,, هي معاها جامعه وجالسه في البيت لا شغله ولا مشغله ,, وأنت عارف حالتي الماديه الكسيفه وأبيك تساعدنا لأهنت ..
أنا : أبشر يا ناصر بسوي اللي علي ,, بس ترى وظايف النساء اللي عندنا كلها تسويق ..
ناصر : ما عندي مشكلة أهم شي تتوظف ,, الله لا يهنيك يابو رافع حاول تزبطنا .
أنا : خلاص أبشر يا ناصر ,, أنت عطني السيرة الذاتيه وأنا بسوي اللي علي .
في صباح اليوم التالي للحوار السابق تواجدت أمام صديقي في العمل عبدالسلام ,, وقمت بأعطاءه السيرة الذاتيه لزوجة صديقي ناصر ,, طالباُ منه تسجيلها كموظفه في القسم الخاص بالتسويق بالشركة التي نعمل بها .
تفاجأ صديقي عبدالسلام بتصرفي ذلك وقال لي : أنت من جدك يا عقيل ؟؟ تبي تتوسط لزوجة صديقك عشان تشتغل في قسم التسويق ؟؟
قلت لصديقي عبدالسلام : وش المشكلة طيب ,, صديقي ناصر زوج اللي أبيك توظفها حالته الماديه تكسر الخاطر وهو بحاجة الى هالوظيفه عشان تحسن من مدخلوهم الشهري .
عبدالسلام : أقول يا عقيل روح الله يستر عليك وخذ السيرة الذاتيه حقت زوجة صديقك معاك ,, ما راح أساعدك لأني أحبك وأتمنى لك الخير أنت وصديقك وزوجته ,, لا تقولي ليه ,, لأنك مع الزمن راح تعرف ليه .
غضبت كثيراُ لتصرف صديقي في العمل عبدالسلام ,, وكنت أفكر في ذلك الوقت بأي عذر سوف أخترعه لكي أقنع به صديقي ناصر .
أتصلت على صديقي ناصر وأخبرته بأنه لا توجد وظائف نسويه حالياٌُ في الشركة التي أعمل بها ,, والحمدلله صدق وأقتنع بتلك الكذبة البيضاء التي أخبرته بها .
موظفة شركة جوالي :
بعد مرور ما يقارب شهر على الاحداث السابقه ,, صادفت فتاة في أحدى المجمعات التجارية ,, أقتربت مني وطلبت مني التوقف للحديث معها ,, بعد توقفي سألتني أين أعمل ,, فأخبرتها بأسم الشركة التي اعمل لصالحها ,, أخبرتني بأنها موظفة لشركة جوالي للاتصالات ,, وبأنها تبحث عن شركات لتقوم بالتسويق لشرائح الاتصالات والخدمات الاخرى لشركة جوالي التي تعمل بها ,, وأضافت بأنها تريد مني مساعدتها بأن تقوم بزيارة الشركة التي اعمل بها لغرض التسويق لصالح شركة الاتصالات التي تعمل بها ,, أخبرتها بأنني سوف أحادث رئيسي في الشركة وأخذ موافقته ومن ثم سوف أعطيها خبراُ .
أخبرت رئيسي في العمل بما حدث مع تلك الفتاة ,, وسألته عن رأيه فيما أذ كان موافق على قدوم تلك الفتاة الى الشركة لتقوم بتسويق بضاعتها ,, فأعطاني الرئيس الضوء الأخضر لقدومها الى مقر الشركة .
قمت بعد أخذي أذن الموافقه من رئيسي با إرسال رسالة الى هاتف تلك الفتاة أخبرتها با أمكانية قدومها ,, وأخبرتها أيضاُ بمقر الشركة .
في اليوم التالي حدث ما لم يكن في الحسبان ,, أتت فتاة أخرى غير تلك الفتاة المحترمه التي صادفتها صباح الأمس والتي كنت محسناُ الظن فيها ,, لأنها كانت تضع الاطنان من (( الميك اب )) ناهيك عن الصوت المرتفع والضحك والقهقهه بسبب أو بدون سبب ,, بداً من وصلوها الى بوابة الشركة وأنتهاء بتواجدها في أقسام الشركة ,, برفقة فتاة أخرى زميلة لها في نفس شركة جوالي ولا تختلف عنها ب (( قلة الأدب ))
تألمت كثيراُ لما رأيته ,, وكان بودي نقض العهد معها ووعدي لها بمساعدتها قدر الأمكان وكلي أمل في نيل أجر من خالقي على مساعدتي لها,, ولكني فضلت التزام الصمت على سماع كلام سيء منها يؤكد لي سوء تصرفي بقراري مساعدتها .
في قسم شؤون الموظفين ,, القسم الذي أنتمي له ,, كان يتواجد معنا موظف كبير بالسن ,, هذا الموظف لطالما أخبرنا بمعاناته مع خدمة الأنترنت ,, وكنا نلح عليه بأن يقوم بشراء جهاز ( كونكت ) ليرتاح وليريحنا من سماع شكواه المعتادة ,, وللأسف جميع محاولات أقناعنا له تبوء بالفشل الذريع .
ما أن تحدثت تلك الفتاة بنعومة تسبب (( القرف )) لدى أمثالي ,, وتسبب (( الأرتخاء )) لدى امثال صديقنا العجوز ,, ما أن تحدثت تلك الفتاة عن جهاز ( الكونكت ) حتى رضخ صديقنا العجوز لها وطلب من الفتاة أن تزوده بذلك الجهاز .
وعندما سألنا صديقنا العجوز عن سبب عدم أستجابته لمطالبنا له بشراء تلك الجهاز حتى فا جأنا بقوله (( هذا الجهاز اللي كنتوا تتكلمون عنه ,, بس أنتوا ما أقنعتنوني فيه مثل ما سوت هذي البنت ))
بعد شراء ذلك العجوز لذلك الجهاز طلب العجوز من تلك الفتاة رقم هاتفها الجوال حتى يحادثها أن تعرض لأي مشكلة مع ذلك الجهاز ,, وبدون أدنى شك وافقت تلك الفتاة وأعطته رقمها وكأنها دكتورة سيحتاجها ذلك العجوز عند حاجته لها .
ليس صديقنا العجوز الوحيد الذي سقط في خيوط تلك الفتاة ,, وأنما العديد من موظفي الشركة سقطوا في تلك الخيوط وكانوا يتحدثون في (( كافتيريا )) الشركة عن نعومة تلك الفتاة وجمال عينيها الآخاذ .
وكان من ضمن الأشخاص الذين أشتروا جهاز (كونكت ) من تلك الفتاة صديقي العزيز ثامر ,, والذي لا يملك جهاز كومبيوتر بالأساس .
بعد مرور قرابة الأسبوعين على زيارة الفتاة تلك دار الحوار التالي بيني وبين صديقي ثامر :
ثامر : عقيل تذكر لما كنت تضحك علي وتقول لي ليه أشتريت جهاز كوكنت من البنت وأنت ما عندك كومبيوتر ولا تستخدم الأنترنت من الأساس ؟؟
أنا : أيه أتذكر ,, وحتى أنك قلت لي أن عندك هدف من شريتك للجهاز غير أستخدامه.
ثامر : أيوووه عليك نوور ,, أبشرك أخذت الهدف حقي .
أنا : ما فهمت عليك ؟؟ وش الهدف اللي أخذته ؟
ثامر : تعرفت على البنت وشبكتها من خلال أتصالاتي الدايمه عليها ,, لين ما جبت رأسها
لا أفضل ذكر جميع ما أخبرني به صديقي ثامر وذلك لعدم رغبتي أن أصيبكم بالغثيان لما سمعته وما عرفته من الذي فعله ثامر معها .
كنت أقول وما زلت أقول بعد معرفتي لما فعله ثامر (( اللهم أني بريء من افعال ثامر مع تلك الفتاة براءة الذئب من دم يوسف ))
موظفة البنك :
بعد تلك الحادثه بفترة بسيطة ,, تملكني أعتقاد بأن جميع موظفات التسويق يسيرون على نحو موظفة شركة جوالي .
الا بعد أن رأيت فتاة موظفة أتت لتسوق للبنك الذي تعمل به ,, وكانت تلك الفتاة قمه في الحشمه ,, لدرجة أنك تكاد لا ترى عيناها ولا ترى يداها أو أي جزء منها .
أعجبتني كثيراٌُ تلك الفتاة وأثلجت صدري بسلوكها المعتدل ولبسها المحتشم والفضفاض .
غيرت فكرتي كلياُ عن الفكرة السابقه والتي زرعتها فتاة التي تعمل لصالح شركة الاتصالات جوالي .
ذهبت الى صديقي عبدالسلام وأخبرته بمدى أعجابي بموظفة البنك والتي كانت تسوق عنده في مكتبه ,, فأخبرني بأنها (( من بنات القبايل )) ولذلك ليس غريب منها ذلك الأمر .
بعد فترة لاحظت أن صديقي عبدالسلام أصبح يكثر من مكالماته الهاتفيه في مكتبه ,, وعند سؤالي له عن تلك المكالمات ,, كان يخبرني بأن أخته المتزوجه دائماُ تتصل به لتشكي له الحال مع زوجها .
في أحد الأيام كنت جالساُ عند صديقي عبدالسلام في مكتبه , ثم ذهب عبدالسلام الى مكتب المدير العام للشركة ,, وطلب مني التواجد في كرسيه والرد على الاتصالات واخبار المتصلين بأنه ذاهب الى مكتب المدير العام وسوف يعود بعد دقائق .
ماهي الا لحظات حتى أصبح هاتف مكتب عبدالسلام يرن ,, قمت بالرد على الفور وأذا المتصل فتاة تريد عبدالسلام ,, دار بيني وبينها هذا الحوار :
الفتاة ( بميوعه ) : ممكن أكلم عبدالسلام ؟؟
أنا : لا والله يا اختي للاسف عبدالسلام راح لمكتب المدير العام وراجع بعد دقايق ,, لو سمحتي عطيني أسمك عشان اخليه يكلمك أذا رجع .
الفتاة : أنت مين بالأول ؟؟
أنا : أنا زميله في العمل عقيل .
الفتاة ( بنبرة متحسمه وصوت عالي )) : هلا والله عقيلووو ,, معقول ما عرفتني ,, الحمدلله أخيراُ سمعت صوتك ,, عبدالسلام دايم يقول لي عن سوالفك وأجلس اضحك لما أسمعها .
أنا : طيب يا أختي ما عرفت من أنتي ,, ياليت تقولين لي من أنتي ؟؟
الفتاة : شكلك تستهبل ,, أما ما عرفتني ,, عبدالسلام يقولي دايم أنك توصل سلامك لي ,, وأنا دايم اقوله وصل سلامي لعقيلوو .
أنا : يابنت الناس قولي من أنتي والا ترى بقفل السماعه بوجهك .
الفتاة : اوووف وش فيك معصب ,, أنا احسبك حليل مثل ما يقول سوسو (( دلع عبدالسلام )) ,, بقولك من أنا وأمري لله ,, أنا نوف موظفة البنك اللي جيت أسوق عندكم قبل فترة .
أنا (( والدهشة متواجده في محياي المفجوع )) : لا مو معقوله ,, مستحيل أنتي تكوني ذيك البنت المحترمه .
الفتاة (( بعد أن ضحكت لمدة طويله )) : أوووه الظاهر أن لباسي ذاك اليوم غرك وخلاك تصدق أني ملتزمة ومحافظه.
أنا : أي والله صدقت للأسف ,, بس قبل ما اقفل بوجهك السماعه لأني بقفلها بعد شوي بسألك هذا السؤال : وش اللي حادك تغيرين جلدك وتسوين كذا مع أني سمعت أنك بنت قبيله معروفه بالتشدد ؟؟
الفتاة : وش أسوي يا عقيلوو ,, المخرج عاوز كده ,, ثم أطلقت ضحكه سخيفه وأكملت ,, عفواُ قصدي طلب الرزق لازم له هذا الاسلوب ,, كيف تبيني أنجح كموظفة تسويق وأنا محتشمه وما أعطي الزباين وجه ,, الحمدلله أنا أموري تمام وراح أصبح الحين مشرفه لأني قدرت أجيب زباين وقروض للبنك ,, وصدقني يا عقيلوو ما فيه بنت راح تنجح بالتسويق لو ما سوت مثل اللي سويته أنا .
أنهيت المحادثه مع تلك الفتاة وكلي ألم وقهر لما سمعته منها .
بعد رجوع صديقي عبدالسلام لمكتبه ,, واجهته بالحقيقه وأخبرته بمعرفتي لما يحدث بينه وبين موظفة البنك المحترمه وبنت القبايل كما يتشدق .
قال لي عبدالسلام : زين أنك عرفت يا عقيل حقيقة هذي البنت و عرفت اللي بيني وبينها ,, وأزيدك من الشعر بيت ,, جوالي هذا اللي تشوفه هديه منها والله يشهد على اللي اقوله ,, وازيدك بعد من الشعر بيت قبل كم يوم طلعت تغديت معاها .
أنا : طيب يا عبدالسلام ليه تقول زين أني عرفت حقيقتها ؟؟
عبدالسلام : عشان تعرف ليه أنا قبل فترة رفضت أوظف زوجة صديقك في قسم التسويق بالشركة ,, وما أبيك تشيلها بخاطرك ,, صدقني يا عقيل هذي الوظيفه ما تصلح للبنات خصوصاُ أذا كانوا يبون يسوقون في منطقة عمل ذكوريه ,, الوظيفه هذي ما تصلح للبنات الشريفات ,, البنات الشريفات ما يستمرون في مثل هذي الوظايف أكثر من أسبوعين لأنهن ما يرضن يترجوا ذكور ويحاولوا أقناعهم باللي تسوق له بأي شكل من الأشكال ,, وأنت شفت وش صار مع صديقك العجوز في المكتب لما أشترى من موظفة شركة جوالي ,, ولعملك ترى العجوز داخل في علاقة هاتفيه مع ذيك البنت وتصير بينهم مكالمات في اخر الليل ,, صدقني يا عقيل البنت اللي تبي تتوظف في تخصص تسويق بشكل شريف ومحترم لازم تشترط على الشركة الي تعمل لصالحها أنها تسوق في بيئه نسائيه فقط ,, وتشترط عليهم عدم أرغامها على التسويق في بيئه ذكوريه .
أقنعني جميع ما قاله صديقي عبدالسلام ,, وأقنعت به صديقي ناصر والذي عذرني على كذبي السابق له ,, وأخبرني بسعادته على ما فعله صديقي عبدالسلام عندما رفض المساعدة في توظيف زوجته في قسم التسويق بالشركة خوفاُ عليها من شياطين الجن وشياطين الأنس .
بالنسبة لي وبعد الذي عرفته وأخبرتكم به ,, وبعد الذي عرفته وفضلت عدم أخباركم به ولم أذكره في هذا الموضوع حفاظاُ على سلامة القولون لديكم ,, أود التأكيد على أنني أفضل أن أرى زوجتي أو شقيقتي تعمل (( فراشه في احدى مدارس البنات على أن أراها تعمل مسوقه في بيئه رجاليه )) لأن العمل ليس عيباًُ ,, الا أذا مس الكرامه والشرف فأنه يتخطى العيب ويصل الى التحريم وأكثر .
أتمنى أن لا يغضبوا أخواتي موظفات التسويق ,, لأن ما حدني لكتابة هذه الموضوع هو الذي رأيته وسمعته وعرفته عن شروط ومستلزمات هذه المهنه .
أترك المساحة لكم لتعبروا عن ما ذكرته ,, يسعدني ويشرفني قراءة تعليقاتكم على ما تم طرحه هنا .
قبل الختام رسالة الى موظفي القطاع الخاص بعد القرارات الملكيه هذا اليوم:
أعلم بمدى حنقكم وغضبكم على القرارات التي لم يشملكم شيئاُ منها ,, أنا كنت مثلكم في ظهيرة هذا اليوم ,, تواجد الغضب في داخلي لدرجة أنني نسيت أن أبارك أو أن أفرح لأخواني وأخواتي المستفيدين من القرار .
وأعلم أيضاُ أنكم مثلي لاتحسدون أخواننا واخواتنا المستفيدين من تلك القرارات ,, وأنكم تغبطوهم على الأوامر الملكيه التي شملتهم .
لاتحزنوا ,, وتذكروا مثلما تذكرت بأن الله أكرم من جميع خلقه ولذلك يجب علينا عدم سؤال خلقه وسؤاله .
للأسف الغضب أنساني بأن الرزق في يده سبحانه ,, وكذلك القهر أنساني بأنني مقصر في دعاء الله في صلواتي بأن يرزقني من فضله .
كنت أصلي صلاة الجمعه وأنا أفكر بالقرارات التي قد تشملني بعد ساعتين من أدائي للصلاة ,, وتناسيت بأنني تحت يد أكرم الأكرمين ,, وأن سؤالي له أفضل من سؤالي لباقي خلقه .
الحمدلله حمداُ كثيراُ وعلى كل حال .
الحمدلله لأن ملك الأنسانيه توجه الى ما كنت أطالب به خلال المواضيع السابقه بحلقات التحفيظ لما فيها من صلاح ومنفعه لأبنائنا وبناتنا .
ونفس الأمر لمراكز الهيئه والتي أصبحنا نحتاج تواجد رجالهم وبكثرة في داخل أسواقنا ومجمعاتنا التجاريه بعد المهازل والحقارة التي أصبحنا نراها في الشهور الأخيرة الماضيه .
أفرحوا لأجل أخوانكم وأخواتكم الذين شملهم القرار ,, وصدقوني بنفس حجم تلك السعادة سيهل عليكم الخير مدراراُ بأذن الله .
تقبلوا تحياتي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق